الخروقات تتصاعد واليدومي يوعز لمليشيات حزبه بإشعال الجبهات ومراقبون يعتبرون تصريحاته متماهية مع رغبة هادي في السلطة وبضوء أخضر سعودي
15 مايو، 2016
1٬175 9 دقائق
يمنات – صنعاء – خاص
تصاعدت وتيرة الخروقات في عدة جبهات، و رفع طيران التحالف السعودي من عدد غاراته التي استهدفت عدة محافظات خلال الـ”48″ ساعة الماضية.
و بالتزامن مع هذه التطورات، دعا رئيس تنفيذية تجمع الإصلاح، محمد اليدومي، إلى ضرورة الحسم العسكري.
يأتي ذلك بالتزامن مع بدء مفاوضات الكويت بمناقشة بند السلطة الانتقالية، و تشكيل اللجان العسكرية و الأمنية.
و تقول المعلومات الواردة من الميدان إن اشتباكات و قصف مدفعي، شهدته جبهات القتال في مأرب و تعز و شبوة و البيضاء و لحج و جبهات أخرى، ما ينذر بانهيار الهدنة الهشة المتزامنة مع مفاوضات الكويت.
و شن طيران التحالف السعودي خلال الـ”24″ ساعة الماضية عدة غارات، 3 منها على نهم إلى الشرق من العاصمة صنعاء، و أخرى على العرقوب بخولان، إلى الجنوب الشرقي من العاصمة، و المصلوب في الجوف و عبلى بصعدة و مناطق أخرى.
هذا التصعيد العسكري، الذي بدأ قبل 48 ساعة، و الذي بدأ بقرابة 20 غارة جوية على خمر بعمران، قابلها اطلاق صاروخ باليستي على هدف عسكري في جيزان، و أخر قبل أكثر من ساعة على قاعدة العند العسكرية بلحج. قد يزيد من حدته تصريحات رئيس تجمع الإصلاح “اخوان اليمن” الموالي للتحالف السعودي.
و أكد اليدومي في تصريحاته على “ضرورة الحسم” في مواجهة أنصار الله “الحوثيين”.
و ارجع اليدومي ذلك، لإضعاف الدور الإيراني في اليمن و المنطقة، و هو ذات الخطاب الذي يبرر به أخوان اليمن موقفهم المساند لعاصفة الحزم السعودية على بلادهم.
و أشار اليدومي في منشور على صفحته في الفيسبوك، إن الأسابيع الماضية من مشاورات الكويت لم تحقق “تقدم يستحق الذكر”.
و نوه الى أن من اسماهم “الانقلابيين” في اشارة لـ”أنصار الله” يسيرون على المدرسة الإيرانية في التفاوض و إضاعة الوقت.
و حذر اليدومي أن إيران تمارس دورها في اليمن بنفس الأسلوب الذي تمارسه في العراق وسوريا ولبنان، بمساعدة بعض القوى الفاعلة في المشهد الدولي مالم يحدث تغير جوهري وحاسم في سياسة الشرعية وتحالفاتها الإقليمية.
و اعتبر اليدومي ذلك إضاعة للوقت، بهدف إعادة ترتيب الأوراق السياسية والتقدم في الميدان القتالي و الضغط النفسي والإعلامي و السياسي على الطرف الحكومي، ودفع رعاة التشاور الى البحث عن أي منجز حتى لو كان غير ذي جدوى.
و اعتبر اليدومي إن عدم الوصول الى آلية متفق عليها لتنفيذ القرار ( 2216 ) يجعل الباب مفتوحاً على مصراعيه لإيران وحلفائها في الإقليم أو في الساحة الدولية أو في اليمن، لاستخدام عدة أوراق كالحراك الإنفصالي المسلح.
و اتهم اليدومي إيران و داعش بالإشراف على الحراك الانفصالي المسلح و ما سماها المليشيات الإنقلابية ذات الوجهين.
كما اتهم قوى دولية، لم يحددها بمساعدة الانقلابيين عبر إضعاف القرار 2216 و منع مجلس الأمن من المتابعة الجادة لتنفيذ قراره.
و يرى مراقبون أن تصريحات اليدومي هذه، فيها ايعاز لمليشيات الاخوان في جبهات القتال للبدء بإشعال الجبهات، لتقويض مفاوضات الكويت.
و لم يستبعدوا أن تكون السعودية هي من دفعت اليدومي لهذا الايعاز، بعد أن اصبحت هي مثقلة بالضغوطات الدولية و الأمريكية على وجه الخصوص، و ربما يكون اليدومي يقصد بالقوى الدولية التي عرقلت تنفيذ القرار الأممي 2216، الولايات المتحدة.
و اعتبروا إلى ما يشير إلى هذا الطرح، هو تصاعد غارات طيران التحالف السعودي منذ يوم أمس، ما يجعل اعطائها ضوء أخضر للسعودية أمر غير مستبعد.
و نوهوا إلى أن الإصلاح و هادي، يرون أن تشكيل سلطة انتقالية، سيخرجهم من المشهد بخسائر سياسية، و سيجعل من دورهم ثانوي، كون تشكيل سلطة جديدة، يعني البحث في مصدر قرار جديد و من خارج منظومة الطرفين، و هو ما يجعلهم يلتقون مع رغبات الرياض، التي ترى في تشكيل أي سلطة انتقالية في الوقت الحالي، يعني رفع يدها عن الوصاية الكاملة على القرار اليمني.